تعرف على.. دينا حبيب "بنت البلد اللى صفعت ترامب"

 بحس وطني، قررت دينا حبيب باولو أن تنهي مسيرتها في البيت الأبيض إعتراضًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية للقدس، والإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث استقالت من منصبها لتكتب نهاية تواجدها بالبيت الأبيض.
وقد أعلن البيت الأبيض رسميا قبول استقالة المصرية – الأمريكية دينا حبيب باول، نائبة مستشار الأمن القومى الأمريكى للشئون الاستراتيجية، والتى غادرت إدارة الرئيس الأمريكى فى قرار شجاع بعد اتخاذه قرارا بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، فى السطور التالية سنستعرض حكاية دينا حبيب باول:

قد يعتقد البعض أن دينا حبيب مولودة فى الولايات المتحدة وهو أمر غير حقيقى، حيث ولدت دينا حبيب فى القاهرة سنة 1973، لوالدها أنسى حبيب وكان والدها نقيبا فى الجيش، ووالدتها هدى سليمان، بحسب التقرير المنشور عنها فى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بعد تعيينها، وفى سن الرابعة أى عام 1977 هاجرت دينا مع أسرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث استقرت فى مدينة دالاس بتكساس، وذلك حسب التقرير المنشور فى الواشنطن بوست، عمل والدها فى مهن مختلفة، حيث عمل سائقا، وبائعا للعقارات، بينما كانت والدتها خريجة الجامعة الأمريكية فى القاهرة تعمل كأخصائية اجتماعية.

فى طفولتها اهتمت أسرتها بترسيخ ثقافتها العربية تماما، فتقول دينا باول فى تقرير نشر عنها فى جريدة الأهرام ويكلى عام 2004، إن عائلتها أصرت على أن ترث ثقافتها العربية معها، فبينما كان التلاميذ الأمريكان يحضرون ساندويتشات "زبدة الفول السودانى" كانت هى تحضر معها "المسقعة" و"محشى ورق العنب"، كما أصرت الأسرة على التحدث باللغة العربية داخل المنزل، تقول دينا للأهرام: " والدى أصر ألا ننسى أبدا جذورنا، قيمتك لا تأتى فقط من كونك أنت ولكن تأتى أيضا من أين أتيت".

درست دينا باول فى جامعة تكساس فى كلية أوستن للفنون، حيث كانت دراستها مزيجا من العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع والعلوم السياسية، ولأجل توفير نفقات الدراسة عملت دينا حبيب كمساعد تشريعى لعضويين جمهوريين فى مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس هما "أوه آيك، وهاريس جيرى"، وذلك أثناء فترة تولى الرئيس الأمريكى دونالد ريجان التى كانت حبيب معجبة به
تدربت دينا حبيب مع السيناتور الأمريكى عن ولاية تكساس كاى بيلى هاتشيسون لمدة عام، ثم نالت وظيفة أخرى مع زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ الأمريكى ديك آرمى، والذى وصفها لاحقا فى حوار مع مجلة "كوزموبوليتان" بـ"الفتاة التى عرفنا الفوز بفضلها وقدرتها وسحرها"، هذا السحر الذى جعلها تنال وظيفة داخل الكونجرس حيث أصبحت مديرا لشئون الكونجرس ثم شاركت فى حملة جورج بوش الرئاسية عام 2000.

اللطيف فى الأمر أن دينا حبيب تتحدث العربية بطلاقة وهو ما ساهم أيضا فى تميزها فى مهنتها، فقد كانت بداية لتولى عدد من الوظائف فى إدارة بوش، وبدأت دينا حبيب باول فى تولى منصب مساعد الرئيس لشوؤون الموظفين فى عام 2003، وهى فى سن 29 عاما لتكون أصغر من عين فى هذا المنصب وذلك حسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز
وفى مارس 2005 تولت دينا حبيب منصب مساعد وزير الخارجية للشئون التعليمية والثقافية، وظهرت لأول مرة الأخبار عنها فى مصر حيث تصدرت صفحات الجرائد، فى عام 2007 غادرت البيت الأبيض قائلة: "لقد حان الوقت بالنسبة لعائلتى"، وهو الأمر الذى علقت عليه كوندليزا رايس قائلة: "أنا آسفة حقا لفقدانها فهى رائعة ولديها الكثير من الأفكار المتميزة"، وذلك حسب المنشور عنها فى صحيفة واشنطن بوست.

انتقلت دينا حبيب بعدها للعمل فى مؤسسة "جولدن ساكس" الاستثمارية ثم سريعا نالت منصب مدير المؤسسة، وحصلت على راتب ضخم نظير هذا العمل وصل إلى 2 مليون دولار.
فى 20 يناير 2017 اختارها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مستشارا له فى مجال ريادة الأعمال، ثم فى مارس أصبحت نائبا مستشار الرئيس للأمن القومى، وتعزى صحيفة نيويورك تايمز لها أنها كانت جزءا من نجاح صفقة الـ200 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية.
بحلول أغسطس عام 2017 بدأت الإشارات حول تذمر دينا حبيب باول من أداء ترامب تتناثر، هنا وهناك، فنشرت صحيفة بلومبرج تقريرا، قالت إنها مستاءة من تقرب الرئيس من اليمين المتطرف، وفى 8 ديسمبر 2017 وبعد قرار ترامب بنقل السفارة أعلنت دينا حبيب استقالتها، فيما حاولت إدارة ترامب من ناحية أخرى عدم ربط الأمر بنقل السفارة معتبرين أن الأمر كونها طلبت عملا لمدة عام واحد فقط.

دينا حبيب متزوجة من باول ريتشارد باول منذ 10 يناير 1998، وتم اختيارها فى المنتدى الاقتصادى العالمى كواحدة من قادة العالم الشباب

أحدث أقدم